إلى حبيب الشعب الأخ والصديق ابن البلد الحبيبة فلسطين كل فلسطين: 

تابعنا على:   16:03 2022-11-07

د. عبد الرحيم جاموس

أمد/ في ظل التطورات السياسية والمجتمعية والأمنية والدينية الصهيونية المتطرفة في الكيان الصهيوني والتي عبرت عنها نتائج انتخاباته الأخيرة بشكل سافر ودون لبس في كشف القناع عن القناع الحقيقي عن كينونته وطبيعته دون مكياج أو تزوير ... فقد سقطت معها كافة الأوهام التي حاول ايهام البعض بها لردحٍ طويل من الزمن. 

إليك ما يلي: حاول أن تكون معي في هذ العرض عقلاني وخفف الحماس والعاطفة الجياشة اشوية .. 

أوسلو مثلَ بداية انكسار المشروع الصهيوني، لذلك قتل رابين وقتل من بعده ياسر عرفات ... وجرى الإنقلاب عليه على اتفاق أوسلو من العدو مباشرة .. وقابلناه نحن الفلسطينيين أيضا بالمثل .. 

نحن الآن في علم السياسة فلسطين دولة قائمة تحت الاحتلال تناضل من أجل إكمال بسط سيادتها على السكان وعلى الأرض ..  

وأقول أوسلو لم ولن يسقط حقنا وحق شعبنا في مقاومة الإحتلال ... 

والمقاومة بكل أشكالها وأساليبها غير قابلة للإسقاط ولن تسقطها لا فتح ولا غيرها من فصائل العمل الوطني .. ولن يسقطها الشعب الفلسطيني" مطلقا. 

"نحن الفلسطينيون على الأرض صامدون ومستمرون وسنبقى مقاومون ونعمل على تعزيز صمودنا، واريدكَ واريدكم أن تثقوا أنهم أي الصهاينة مرعوبون ويخافون من الحاضر والمستقبل ومن التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا، في حين أننا نحن الفلسطينيون نثق بالمستقبل وبالتاريخ والجغرافيا والديمغرافيا وبجملة المتغيرات الإقليمية والدولية القادمة، لذلك لا احنا خايفين من السلام ولا من انعدام فرص السلام" ...! 

"في التاريخ لا يوجد شيء اسمه حل نهائي. كل حل مرهون بميزان القوى أي هو ابن ميزان القوى الذي ينتجه، كل حل هو ابن ميزان القوى الذي يصنعه.  

نحن نريد أن نؤسس لمقومات التقدم في مواجهة المرحلة الحالية والقادمة ثم نؤسس للمرحلة التي تليها وتليها ..الخ حتى نتابع جدلية الصراع من مربعه الأول إلى المربع الأخير. 

نحن الفلسطينيون نعرف ونعي ما هي حقيقة حقوقنا الأساسية وغير القابلة للتصرف ونعرف أنها لا تسقط بالتقادم، وبنعرف أيضا ما هو حقنا الكامل وحقوقنا الكاملة، ونعرف ما هو العدل الكامل وما هو العدل المنقوص وما هو الظلم الجائر. 

نحن نطرق جميع أبواب العدل ونستخدم كافة الاساليب الممكنة لنصل للعدل الكامل" ونصل بالتالي إلى كامل حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس. 

لم ولن يزعجنا ما حصل من تطورات في الكيان الصهيوني على بنيته السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية، بناء على نتائج الإنتخابات الأخيرة لديه وما أفرزته من تطرف، ومدى توحش وتوغل اليمين الصهيوني الديني في جميع مفاصل المجتمع والكيان الصهيوني وهيمنة هذا اليمين الأعمى عليه، ومدى إنكاره لحقوق شعبنا المختلفة، هذه التطورات تكشف عن الصورة الحقيقة لكيانه ولمجتمعه الإستيطاني التوسعي العنصري الإحلالي، وهذا دليل ضعفه وهشاشته وليس دليل قوته، فهو غير قادر على التفكير خارج صندوق العقلية الإستعمارية الكولنيالية العنصرية الإحلالية، وهكذا يُسقط كافة الأوهام التي اعتقدها البعض بإمكانية بناء السلام العادل معه والتعايش معه في إقليم فلسطين .... 

هذه التطورات تُحتم على الكل الفلسطيني قراءة هذه التطورات والتحولات فيه وما ينجم عنها من مواقف ومن سياسات توسعية وعنصرية وفاشية تفوقت على الفاشية الكلاسيكية التي شهدتها بعض الكيانات والمجتمعات ... 

وبناء عليه: على الكل الفلسطيني ان يدرك خطورة هذه المرحلة والتحولات والتطورات وما سينجم عنها من سياسات وممارسات فاشية وجهنمية سيقوم بها هذا الكيان وحكومته القادمة لقمع الشعب الفلسطيني والعمل على كسر ارادته الوطنية .. 

كما يحتم على الكل الفلسطيني أن يقوم بمراجعة شاملة للمرحلة السابقة واعداد السياسات والإستراتيجيات الوطنية المناسبة والملائمة لمواجهة المحتل وسياساته وكسر ارادته وإنهاء احتلاله .. 

نحن الفلسطينيون ندرك اختلال موازين القوى العسكرية بين العرب مجتمعين والكيان الصهيوني، فما بالك بين الشعب الفلسطيني المشتت والأعزل إلا من ارادته الفولاذية، والعصية على الإنكسار لأنه شعب حر يواصل نضاله منذ ازيد من قرن كامل، نعم لقد احتلت فلسطين الأرض كاملة، لكن الشعب الفلسطيني بقي شعبا حرا وعزيزا، ولم تسقط أو تكسر ارادته، ولم يتعطل سعيه ونضاله من أجل الحرية والعودة والإستقلال ...  

وخلاصة القول: رغم كل الدعم الإمبريالي الغربي وعلى رأسه الأمريكي للكيان الصهيوني ماديا وسياسيا وأمنيا .. إلا أنه يعجز عن التخلص من عقدةِ الخوف والأمن التي ستبقى ملازمة له طيلة فترة وجوده .. 

لن يستطيع أن يصنع الأمن والإستقرار لنفسه على حساب مواصلة تغييبه الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .. 

وسيستمر الصراع معه بكل الوسائل وصولا إلى نهايته المحتومة كما انتهت النظم العنصرية في جنوب القارة الإفريقية أواخر القرن العشرين .. 

لذا نقول لن تكون فلسطين نيوزيلانده جديدة أو استراليا جديدة في الشرق الأوسط، فلسطين ستبقى فلسطين وطن الفلسطينيين، وحينها سيزول هذا الكيان الصنيع آجلا أم عاجلا بفعل صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني وبفعل عوامل التآكل الداخلي للكيان وبفعل الضغط الخارجي عليه الذي سوف يتصاعد مع سقوطه الأخلاقي والقيمي والتي بدت واضحة في نتائج انتخاباته الأخيرة وما ستفرزه من تشكيلات سياسية وحكومية وإجراءات استيطانية احلالية وعنصرية وقمعيه في حق الشعب الفلسطيني. 

لذا على الكل الفلسطيني أن يكون على مستوى الأحداث والتحديات القادمة ليتمكن الفلسطينيون شعبا وقيادة وفصائلا من الصمود في وجهها ومواجهتها بما تستحق من مواجهة وارغامه على الخضوع للإرادة الفلسطينية الحرة والتسليم بكافة الحقوق الوطنية الفلسطينية كاملة غير منقوصة والغير قابلة للتصرف وغير القابلة للتقادم ..  

كلمات دلالية

اخر الأخبار